انه واحد من مئات الأطفال السوريين واللاجئين الذين غرقوا خلال الأشهر المنصرمة في البحور التي تفصل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن أوروبا.
وهناك أطفال كثر مثله، لا يعرفهم العالم، يموتون كل يوم في أصقاع مختلفة في سوريا، حيث يستمر القتال منذ أكثر من أربع سنوات، وحيث لا نرى للأسف الشديد، أي بشائر بحلول السلام عما قريب.
مهاجرين أم لاجئين
وتعتمد جوانب كثيرة من الحياة في البلاد التي مزقتها الحرب على الدعم الخارجي. فكل شهر، يستلم ملايين الأشخاص المساعدات الغذائية وغير الغذائية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومن جمعية الهلال الأحمر العربي السوري ومن منظمات إنسانية أخرى.
كما يصعب أن تعمل أنظمة تزويد المياه من دون دعم اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري ومنظمات إنسانية أخرى. فالأمر سيان بالنسبة إلى دعم قطاع الصحة العامة في سوريا، بما في ذلك إعادة التأهيل الجسدي الذي يعتمد بدوره على دعم المنظمات المحلية والدولية.
وعندما يختار السوريون أن يغادروا منازلهم، يسميهم البعض باللاجئين، والبعض الآخر بالمهاجرين. لا يهم ما يسمونهم به، أو الإطارات التي يضعونهم فيها. ما يحتاجه هؤلاء هو القليل من الكرامة والمساعدة والدعم لإعادة بناء حياتهم في بلدان غريبة.
إن أحداً لا يختار بكامل إرادته أن يخاطر بحياته ويسير في رحلة محفوفة بالمخاطر نحو المجهول. ولكن، إن استحالت حماية الناس من آثار الحرب المدمرة، وإن استمرت ظروف معيشتهم تسمح لهم بالكاد بالبقاء على قيد الحياة، فعلى العالم أجمع أن يتهيأ لاستقبال آلاف آخرين آتين من سوريا.
لقد تحول هذه النزاع إلى أخطر مأساة شهدها هذا العصر. فاحترام الحياة فقد معناه، والفظائع المرتكبة وهدر الدماء عادت بنا إلى العصور الوسطى.
وتتطلب الحلول السياسية والإنسانية التي يمكن أن تضع حداً لهذه المعاناة جهوداً جبارة ومستديمة، كما تتطلب الحلول السياسية وقتاً. لذلك، فهناك واجب إنساني لتقديم المساعدة إلى كل الذين يحتاجونها. وهناك مسؤولية تقع على عاتق جميع أطراف النزاع بحماية حرمة العمل الإنساني المستقل وغير المتحيز، وإبقائها بعيداً عن سياسات هذا النزاع.
وإن لم يكن باستطاعتهم إنقاذ حياة الناس، فلا فائدة من لعب سياسات حول أرضٍ خالية، ومدمرة، ومحروقة ومهجورة.
بإمكانكم إرسال موادكم وصوركم على العنوان التالي.
bultannews@gmail.com