وفضلا عن ذلك فان قائد الثورة الاسلامية اشار في كلمة هامة خلال استقباله كبار المسؤولين في 22 يونيو / حزيران , الى تاريخالمفاوضات النووية وخاصة مع امريكا , حيث اكد سماحة القائد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي على ان المفاوضات التي جرت خلال عهد الحكومة السابقة كانت بطلب من الجانب الامريكي.
واوضح سماحته ان الرئيس الامريكي طلب من وسيط في دولة جارة ان يبلغ ايران بان امريكا تريد حل القضية النووية والغاء اجراءات الحظر , وان طلب الرئيس الامريكي كان يتضمن ان اعتراف بلاده بايران كقوة نووية والغاء اجراءات الحظر في غضون ستة اشهر.
ولفت قائد الثورة الاسلامية الى انه ابلغ الوسيط بان ايران لا تثق بوعود الامريكان , الا انه استجابة لطلب الوسيط فانه ستختبر الامريكان مرة اخرى, وبهذا الشكل بدأت المفاوضات الاخيرة.
النزاع في اوكرانيا
وفي شمال البحر الاسود سعى الدبلوماسيون الامريكان والاوروبيون الى مواجهة نفوذ روسيا في العالم والشرق الاوسط من خلال ايجاد جبهة جديدة في اوكرانيا لالهاء موسكو في هذه المنطقة التي جربت سابقا ثورات ملونة ومخملية , فالغربيون دعموا الانقلاب ضد الرئيس الاوكراني الموالي لروسيا ورفضه الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وشارك السناتور جون ماكين ومساعدة وزير الخارجية الامريكي فيكتوريا نولاند مع المحتجين في كييف المطالبين باقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش , الا ان روسيا ردت بهجوم معاكس من خلال الحاق شبه جزيرة القرم في استفتاء عام , وبالرغم من ان امريكا والاتحاد الاوروبي فرضوا عقوبات على موسكو الا انهم لم يتمكنا من توجيه ضربة قاصمة الى روسيا ويبدو انهم يفتقدون لهذه القدرة في المستقبل القريب.
البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية
البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية هو احدث تحد بالنسبة لتأثير ونفوذ امريكا في العالم , فهذا البنك بدأ بنشاطاته بالاعتماد على احتياطي الصين الضخم من العملات الصعبة , والعديد يرى ان هذا البنك سيواجه البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الخاضع لهيمنة الغرب, وبدأ البنك الآسوي للاستثمار في البنية التحتية نشاطاته برأسمال مقداره 100 مليار دولار بمشاركة 57 دولة , وفي حين عارضت واشنطن هذه المؤسسة المالية وطلبت من حلفائها عدم الانضمام الى هذا البنك , لكن الآفاق المشرقة لهذا البنك وسوق الصين والاموال الطائلة شجعت حتى بعض حلفاء واشنطن على تجاهل طلب امريكا , والانضمام الى عضوية البنك الآسيوي مما سيترك تأثيرات سلبية على النفوذ العالمي للولايات المتحدة.
كما واجهت الولايات المتحدة في السنوات الماضية احتجاجات اجتماعية متعددة منها تظاهرات احتلوا وول ستريت والاحتجاجات ضد العنصرية في مدينة فيرغسون ومدن اخرى وكانت آخرها الهجوم الدامي على كنيسة تشارلستون مما جعل امريكا تواجه قنبل موقوتة تتمثل في اضطرابات عرقية واجتماعية.
وبعبارة اخرى فان ادارة اوباما لم تحقق نجاحا يذكر لا على الصعيد الداخلي او الصعيد الخارجي, فالشيء الذي تريده امريكا تحقيق نجاح على صعيد السياسة العالمية لمساعدة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية لتتخلص من كابوس كارثة بنغازي وازمات الشرق الاوسط.
ويبدو ان الشرق الاوسط هو الفرصة الوحيدة لامريكا للقيام بدور بناء ومؤثر في السياسة الدولية , لكن في هذه المنطقة تحولت الجمهورية الاسلامية الايرانية حاليا الى قوة اقليمية والجميع يقر بان حل اي ازمة في هذه المنطقة سواء في سوريا او العراق او اليمن لايمكن بدور الاخذ بنظر الاعتبار دور ايران.
فتأثير ايران في المنطقة وعلاقاتها الوثيقة مع الحكومتين السورية والعراقية وحركة انصار الله في اليمن وخاصة مع حزب الله في لبنان قد اعطى ثقلا لهذا البلد , لذلك فان اي محاولة لايجاد حل بدون مشاركة ايران محكوم عليها بالفشل. وعلى هذا الاساس فانه ليس امام واشنطن سوى التعاون والتعاطي الجاد مع ايران للقيام بدور مؤثر في الشرق الاوسط , ومن الطبيعي فان المفاوضات النووية تعتبر افضل مجال للشروع في هذا الامر , حيث اعطى قائد الثورة الاسلامية الضوء الاخضر للبدء بهذه المفاوضات في كلمة القاها في 9 ابريل / نيسان الماضي, مؤكدا ان المفاوضات تتقتصر فقط على الموضوع النووي ولن تتناول اية شؤون داخلية او قضايا اقليمية.
ومن هذا المنطلق فان اوباما ومن اجل ان يترك ارثا ملحوظا في انتهاء ولايته الرئاسية , بحاجة ماسة لكي تصل مفاوضات ايران مع مجموعة 5+1 الى نتيجة مثمرة و تمهيد الارضية لمزيد من التعاون مع ايران حول قضايا المنطقة.
وفي كلمته بتاريخ 22 يوينو / حزيران اماضي ابدى قائد الثورة الاسلامية مرونة كافية وحدد الخطوط الحمراء للمفاوضين الايرانيين , ولايبدو انه في حال فشل المفاوضات ستفقد ايران الشيء الكثير لانها مرت باوضاع صعبة ابان فترة الحرب المفروضة وهبوط اسعار النفط في الثمانينات الا انها لم تستسلم مطلقا, لذلك يتعين على ادارة اوباما انتهاز هذه الفرصة التاريخية للتوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني والتخلي عن المطالب المبالغ فيها لابرام اتفاق يضمن الربح للطرفين , ومن ثم يمكن لامريكا بناء الثقة واتخاذ خطوات جادة للمساعدة على اعادة السلام والاستقرار في الشرق الاوسط.
بإمكانكم إرسال موادكم وصوركم على العنوان التالي.
bultannews@gmail.com